افتاء::محمدبن صالح بن عثيمين
السؤال::هل يجوز العمل للفتاة في مكان مختلط مع الرجال علماً بأنه يوجد غيرها من الفتيات في نفس المكان ؟
الإجابة::
جـ:
الذي أراه أنه لا يجوز الاختلاط بين الرجال والنساء بعمل حكومي أو بعمل في
قطاع خاص أو في مدارس حكومية أو أهلية . فإن الاختلاط يحصل فيه مفاسد
كثيرة ، ولو لم يكن فيه إلا زوال الحياء للمرأة وزوال الهيبة من الرجال ؛
لأنه إذا اختلط الرجال والنساء أصبح لا هيبة عند الرجال من النساء ، ولا
حياء عند النساء من الرجال ، وهذا (أعني الاختلاط بين الرجال والنساء)
خلاف ما تقتضيه الشريعة الإسلامية ، وخلاف ما كان عليه السلف الصالح، ألم
تعلم أن النبي E ، جعل للنساء مكاناً خاصا إذا خرجن إلى مصلى العيد ، لا
يختلطن بالرجال ، كما في الحديث الصحيح أن النبي E ، حين خطب في الرجال
نزل وذهب للنساء فوعظهن وذكرهن وهذا يدل على أنهن لا يسمعن خطبة النبي E
أو إن سمعن لم يستوعبن ما سمعنه من رسول الله E ثم ألم تعلم أن النبي E
قال : (خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وخير صفوف الرجال أولها وشرها
آخرها). وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف ،
ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف ، وإذا كان هذا في
العبادة المشتركة فيما بالك بغير العبادة ، ومعلوم أن الإنسان في حالة
العبادة أبعد ما يكون عما يتعلق بالغريزة الجنسية، فيكف إذا كان الاختلاط
بغير عبادة ، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فلا يبعد أن تحصل فتنة
وشر كبير في هذا الاختلاط، والذي أدعو إليه إخواننا أن يبتعدوا عن
الاختلاط وأن يعلموا أنه من أضر ما يكون على الرجال كما قال الرسول عليه
الصلاة والسلام : (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). فنحن
والحمد لله - نحن المسلمين - لنا ميزة خاصة يجب أن نتميز بها عن غيرنا
ويجب أن نحمد الله - سبحانه وتعالى - أن منَّ علينا بها ويجب أن نعلم أننا
متبعون لشرع الله الحكيم الذي يعلم ما يصلح العباد والبلاد ويجب أن نعلم
أن من نفروا عن صراط الله - عز وجل - وعن شريعة الله فإنهم على ضلال
وأمرهم صائر إلى الفساد ، ولهذا نسمع أن الأمم التي كان يختلط نساؤها
برجالها أنهم الآن يحاولون بقدر الإمكان أن يتخصلوا من هذا ولكن أنى لهم
التناوش من مكان بعيد، نسأل الله- تعالى- أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين
من كل سوء وشر وفتنة.