الحمد لله
وبعد : فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله : نفي
استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى ، وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له ،
قال الله تعالى : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
الحج/62 .
فـ ( لا إله ) تنفي جميع ما يعبد من دون الله و
( إلا الله ) تثبت جميع أنواع العبادة لله وحده . فمعناها : لا معبود حقٌّ إلا الله
.
فكما أن الله تعالى ليس له شريك في ملكه ؛ فكذلك
لا شريك له في عبادته سبحانه .
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه
وسلم : هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله
إلى الخلق كافة إنسهم وجنِّهم ، فيجب تصديقه فيما أخبر به من أنباء ما قد سبق ،
وأخبار ما سيأتي ، و فيما أحل من حلال ، وحرم من حرام ، والامتثال و الانقياد لما
أمر به ، والانتهاء والكف عما نهى عنه ، واتباع شريعته، والتزام سنته في السر
والجهر ، مع الرضا بما قضاه والتسليم له ، والعلم بأن طاعته هي طاعة الله و معصيته
هي معصية الله ، لأنه مبلغ عن الله رسالته ، ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين ،
وبلغ البلاغ المبين ، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن أمته .
ولا يدخل العبد في الدين إلا بهاتين الشهادتين ،
وهما متلازمتان ، ولذا فشروط شهادة ( لا إله إلا الله ) هي نفس شروط شهادة أن محمدا
رسول الله ،
والله أعلم .